الدليل السياحي حول الاحتلال
كزائر إلى مدينة بيت لحم، فإنك تكون في حضرة مدينة تحظى بأهمية خاصة دينيا وتاريخيا، وبيت لحم مدينة فلسطينية خاضعة للاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ عام 1967. لقد أثر هذا الاحتلال وبعمق على حرية وحياة الناس اليومية في هذه المدينة بشكل خاص وفي كل فلسطين التاريخية على وجه العموم. إننا ندعوكم للاطلاع أكثر على هذا الوضع من خلال هذه اللمحة التاريخية. كما يمكنكم الحصول على الكتيب وبطاقة الخرائط من مركز السلام/ بيت لحم.
لمحة تاريخية، التاريخ المبكر
لقد عاش الإنسان وبصورة متواصلة على أرض فلسطين التاريخية منذ آلاف السنين. وكان الكنعانيون الأوائل هم أول من أنشأ المدن على هذه الأرض، أولئك الكنعانيون هم أسلاف الفلسطينيين الحاليين. وخلال الخمسة آلاف سنة الماضية، خضعت فلسطين لحكم العديد من الجماعات، يشمل ذلك المصريين، الفلستيين، العبرانيين، الأشوريين، البابليين، الفرس، الإغريق القدماء، الرومان، البيزنطيين، العرب المسلمين، العثمانيين الذين حكموا فلسطين ما بين 1517 – 1918.
وكأرض مقدسة، فإن فلسطين تحظى بأهمية خاصة عند الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، والإسلام. وهذه الديانات تم اعتناقها من قبل السكان الأصليين، حيث يستمر وجود أتباعها في فلسطين حتى اليوم.
المشروع الصهيوني الاستعماري
مثلهم مثل غيرهم من الأقليات، عانى اليهود في أوروبا ( اليهود الاشكناز) من التمييز والاضطهاد. وبناء على ذلك، تقدمت في أواخر القرن 18 مجموعة صغيرة من الإشكناز باقتراح إقامة دولة لليهود فقط. ومع ذلك، فقد جوبهت الأيديولوجية السياسية الصهيونية آنذاك، وكما هو الحال اليوم، بمعارضة شديدة من قبل عدد كبير من اليهود. لكن، وبعد الوقوف أمام العديد من الاقتراحات المختلفة كمكان لإقامة تلك الدولة، قررت الحركة الصهيونية بأن تقام الدولة اليهودية في فلسطين بما يعنيه ذلك من طرد للسكان الأصليين منها. لقد استخدمت الصهيونية الأسطورة التي تقول بأن اليهود الإشكناز هم أسلاف اليهود الذين طردوا من الأرض المقدسة قبل ألفي سنة. ولكن على الأغلب فإن اليهود الأوروبييين هم في الواقع أسلاف الجماعات التي تحولت إلى اليهودية، ويشمل ذلك اليهود الخزر في القرن الثامن.
بداية الطرد والسلب
في عام 1880، بدأت مجموعة صهاينة من بريطانيا بإقامة أول مستعمرة في فلسطين. وفي عام 1918 انتهت الحرب العالمية الأولى؛ وتراجعت بريطانيا عن وعودها باستقلال العرب وقامت بفرض سيطرتها على فلسطين. لقد قدمت بريطانيا الدعم الكامل للمشروع الكولونيالي الصهيوني وسمحت للمستوطنين الصهاينة بالقدوم إلى فلسطين تحت الحماية البريطانية. ومع وصول المزيد من الصهاينة أصبحت نواياهم الاستعمارية أكثر وضوحا، الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوتر مع سكان فلسطين الأصليين، الذين تم قمع احتجاجاتهم بكل عنف بمساعدة بريطانيا الانتدابية. مع نهاية الحرب العالمية الثانية (1945)، وصل ما يقارب 368,000 مستوطن صهيوني إلى فلسطين، وبهذا أصبح الصهاينة يشكلون ما نسبته 20% من عدد السكان.
في تشرين ثاني 1947، وبدون الأخذ بعين الاعتبار رأي الفلسطينيين أو استشارتهم، اقترحت الأمم المتحدة منح ما نسبته 55% من أرض فلسطين للدولة الصهيونية ( أنظر الخارطة)، وذلك بالرغم من أن 90% من الأرض يملكها الفلسطينيون. تم رفض المقترح المشار إليه واندلع القتال. وبسبب التفوق في القوة المقاتلة من حيث العدد والسلاح، بدأ الصهاينة بالهجوم على القرى الفلسطينية. لقد تعرض مئات الآلاف من الفلسطينيين للمجازر أو تم طردهم ما بين 1947 – 1949 وهو ما يسميه الفلسطينيون عام النكبة، ما يقارب 850,000 فلسطيني تم إجبارهم على الرحيل وأصبحوا لاجئين. كما دمرت أكثر من 530 قرية فلسطينية أو تم الاستيلاء عليها.
وفي أيار 1948، أعلنت إسرائيل عن نفسها كدولة على 78% من مساحة فلسطين التاريخية. ولإخفاء هذه الجرائم قامت إسرائيل بزراعة أشجار صنوبر سريعة النمو في مكان بعض القرى الفلسطينية المدمرة. المهاجرون اليهود، والذين معظمهم من أوروبا، تم إسكانهم في بيوت الفلسطينيين التي لم يجر تدميرها. كما قامت الأردن بإلحاق الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية بالمملكة الأردنية، فيما وضع قطاع غزة تحت الوصاية المصرية.
أكثر من أربعة عقود من الاحتلال
في حزيران عام 1967 هاجمت إسرائيل الدول العربية المجاورة (الأردن، مصر، وسوريا)، وبسبب تفوقها العسكري الكاسح، فقد سيطرت وبدأت احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة، مرتفعات الجولان السورية، مزارع شبعا اللبنانية، وشبه جزيرة سيناء المصرية. وفي الوقت الذي أعيدت فيه شبه جزيرة سيناء إلى مصر عام 1979. فقد واصلت إسرائيل وحتى اليوم احتلالها غير الشرعي لكل الأراضي العربية الأخرى.
وتسيطر إسرائيل اليوم على 60% من الضفة الفلسطينية على الأقل، ويشمل ذلك الأراضي التي صادرتها لصالح مستوطناتها غير الشرعية، وللطرق المخصصة لليهود فقط، وجدار الفصل العنصري، وللأحزمة والقواعد العسكرية. لقد تسببت هذه السياسة والاحتلال غير الشرعي للأرض والمصادر الطبيعية إلى تدمير منازل الفلسطينيين، مزارعهم، أعمالهم وحتى حياتهم. كما يقوم الجيش الإسرائيلي بفرض حظر التجوال واغتيال الفلسطينيين واجتياح التجمعات السكانية الفلسطينية و خطف واعتقال المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك الأطفال وفي أي وقت يشاء. ويعيش الآن في الضفة الغربية ما يقارب 2,5 مليون فلسطيني.
ومع أن إسرائيل قامت بتفكيك مستوطناتها غير الشرعية من قطاع غزة في عام 2005، إلا أنها لا زالت مستمرة في قصف القطاع بصورة منتظمة، كما تواصل حصارها البري والجوي والبحري المحكم الأمر الذي دفع بالأمم المتحدة في آب 2012 إلى التحذير من إمكانية تحول غزة إلى مكان غير قابل للعيش والحياة مع حلول عام 2020. يعيش في قطاع غزة الآن ما يقارب 1,5 مليون فلسطيني.
المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية غير الشرعية
مباشرة، وبعد احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967 بدأت إسرائيل ببناء المستوطنات، منتهكة بذلك معاهدة جنيف التي تحظر على القوات المحتلة نقل مجموعات من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها. ومع منتصف 2011، أصبح عدد المستوطنات والنقاط الاستيطانية المقامة على أراض فلسطينية مسروقة 236 على الأقل، حيث يعيش فيها الآن أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي- إسرائيلي معظمهم من المهاجرين الجدد. لقد تمت إدانة هذه النشاطات الاستيطانية في العديد من قرارات الأمم المتحدة، وفي
عام 2004 أعلنت محكمة العدل الدولية في لاهاي بأن تلك المستوطنات غير شرعية.
معظم مياه المجاري التي تنتج عن تلك المستوطنات غير معالجة، ومع ذلك يتم ضخها وإفراغها في المناطق الفلسطينية ملوثة بذلك الأرض والمياه.
هذا ويهاجم المستوطنون الإسرائيليون الفلسطينين بصورة متواصلة، فيقتلون ويجرحون العديد منهم، كما يقومون بتدمير أشجار الزيتون، وتلويث مياه الشرب الخاصة بهم وتسميم مواشيهم، وتخريب ممتلكاتهم.
لقد تمت إقامة المستوطنات غير الشرعية على التلال المحيطة بمحافظة بيت لحم. فإلى الشمال من مدخل كنيسة المهد يمكن للمرء أن يشاهد مستوطنة "هار حوما" التي بنيت على جبل أبو غنيم. حيث بدأت إسرائيل في عام 1997 بقطع الأشجار وتسوية سطح الجبل وبدأت ببناء تلك المستوطنة الإسرائيلية - اليهودية التي ما زالت تواصل توسيع نطاقها حتى يومنا هذا.
جدار الفصل العنصري
في شهر حزيران من عام 2002 بدأت إسرائيل ببناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وذلك بحجة "الأمن". غير أن الهدف الحقيقي كان سرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين وترسيخ سيطرة إسرائيل على مستعمراتها غير الشرعية. لقد غاص هذا الجدار العسكري عميقا في داخل الضفة الغربية؛ حيث بني 85% منه على أراض من الضفة الغربية. لقد أدى بناء هذا الجدار إلى تدمير بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم وأعمالهم، كما أدى إلى فصل وتمزيق القرى الفلسطينية عن بعضها وفصل الفلسطينيين عن بساتينهم وحقولهم وعن مصادر المياه.
وفي بعض الأماكن بني الجدار من كتل إسمنتية يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار (كان ارتفاع سور برلين 4 أمتار)، وفي أماكن أخرى يتكون الجدار من 80-150 مترا من الأسلاك الشائكة والرمل والأسيجة الكهربائية والتراب والطرق العسكرية. ومع حلول صيف عام 2012 وصل طول ما تم بناؤه من الجدار إلى 520 كيلو مترا من أصل 810 كيلو مترا وفق ما هو مخطط. ومع إنجاز كامل الجدار فإن ذلك يعني ضم 46% من مساحة الضفة الغربية لإسرائيل بصورة غير شرعية.
في عام 2004، قضت محكمة العدل الدولية في لاهاي بلا شرعية جدار الفصل، وعليه فإن على إسرائيل إزالته وتفكيكه، كما قضت المحكمة على إسرائيل أيضا بضرورة تعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقت بهم جراء بناء الجدار المذكور. غير أن إسرائيل تحدت هذا القرار واستمرت ببناء جدار الفصل العنصري.
وهنا، في محافظة بيت لحم وحدها، فإن ما يقارب من 16,000 فدانا من الأرض قد تم الاستيلاء عليها من قبل إسرائيل لبناء الجدار والطرق الالتفافية وتوسيع المستعمرات غير الشرعية.
لقد دمر هذا الجدار البشع مناطق الأعمال التي كانت مزدهرة عند مداخل مدينة بيت لحم من جهة القدس.
نقاط التفتيش وإغلاق الطرق
من خلال نظام الحواجز الثابتة، الحواجز الطيارة، العوائق الطبيعية، المداخل المغلقة، والطرق المخصصة لليهود فقط في الضفة الغربية، فإن إسرائيل تنتهك وبشكل تعسفي الحقوق الإنسانية للفلسطينيين وذلك عبر التضييق الشامل على حقهم الطبيعي والإنساني في حرية الحركة.
حيث يتم إيقاف المركبات والمشاة عند هذه الحواجز وتفتيشها دون سابق إنذار.
نقاط التفتيش هذه تؤخر، وفي بعض الأحيان، تحرم الفلسطينيين من ممارسة حياتهم الطبيعية بالوصول إلى العمل أو الدراسة أو زيارة أسرهم وغير ذلك. وتعتبر هذه الحواجز والنقاط حواجز قاتلة حيث يموت الكثير من الفلسطينيين أمامها عندما لا يسمح لهم الجنود بالعبور لتلقي العلاج.
في شباط 2012، وصل عدد الحواجز الثابتة في الضفة الغربية 98 حاجزا، تقع جميعها تقريبا بين المدن والقرى الفلسطينية أو تلك التي تؤدي إلى القدس. وفي آذار 2012 ، أشارت التقارير إلى وجود 340 حاجزا طيارا. وفي أيار 2012 رصدت التقارير إقامة 450 عائقا بهدف منع الفلسطينيين من استخدام طرق السفر العادية. يستهدف إغلاق الطرق بين المدن الفلسطينية عزل التجمعات المحلية عن بعضها وزيادة مسافات وتكاليف التنقل.
عند القدوم إلى بيت لحم بواسطة الباصات السياحية فإنه لن يسمح للزائر بالدخول والعودة إلا من نفس البوابة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. كما لا يسمح لسكان بيت لحم بالمرور من تلك البوابة ودخول القدس إلا في حالة امتلاكهم لتصاريح مرور صادرة عن السلطات الإسرائيلية. وسكان مدينة بيت لحم الذين قد يحصلون وبصعوبة بالغة على تصاريح المرور من قبل الجيش الإسرائيلي يمكنهم والعودة المرورعبر منطقة مغلقة كتلك الحظائر المخصصة للمواشي، حيث يقوم على حراستها الجنود الإسرائيليون ، ويخضع الفلسطينيون عند تلك البوابات للفحص والتفتيش، الاستجواب، وربما تتم إعادتهم من حيث أتوا.
انتهاكات حقوق الإنسان
تشكل انتهاكات حقوق الإنسان أحد العناوين المركزية في سياسات الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، ويشمل ذلك: الاعتقال التعسفي، التعذيب الجسدي والاغتيالات، القيود على الحركة، هدم المنازل، سرقة الأراضي ومصادرتها وإنكار الحق بالحياة والتعليم والصحة والمس بهما.
منذ عام 1967 تعرض ما يقارب 700 ألف فلسطيني للاعتقال لفترات مختلفة بمن فيهم الأطفال، وذلك بتهمة مقاومة الاحتلال، إنهم في الواقع معتقلون سياسيون. لقد كن البالغون والأطفال الفلسطينيون هدفا دائما لسياسة الاعتقال الإداري، الأمر الذي يعني حجز المعتقل بدون محاكمة. وتجري المحاكمة في المحاكم العسكرية فقط، حيث تبقى التهم والأدلة سرية ولا يسمح للمتهم بالاطلاع عليها.
فمثلا في أيلول 2012 بلغ عدد المعتقلين السياسيين الفلسطينيين في السجون ومركز التوقيف الإسرائيلية 4606 معتقلا من بينهم 194 طفلا. وهذا الرقم متغير وقد كان في السنوات الماضية أعلى بكثير مما هو عليه الآن. أما التعذيب في السجون الإسرائيلية فهو قاس ويعتبر أمرا روتينيا، كما أن زيارة أهالي المعتقلين لإبنائهم فهو أمر غير ممكن في الغالب.
وفي عام 2012 شارك العديد من الأسرى الفلسطينيين في الإضراب المفتوح عن الطعام، حيث نجحوا في شد الانتباه إلى الظروف غير الإنسانية التسي يعيشون فيها.
ويمكن القول إن غالبية سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، تقريبا، قد تأثروا مباشرة وبصورة شخصية بسياسة الاعتقال الإسرائيلية تلك، فحتى الذين لم يتعرضوا شخصيا للاعتقال فإن أحد أقربائهم أو أصدقائهم قد تعرض للاعتقال أو لا يزال قيد الاعتقال حتى اليوم.
اللاجئون وترحيل السكان
يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين أكثر اليوم ما يقارب 7 ملايين لاجئ، فلسطيني منتشرون في مختلف دول العالم، ثلثهم لا زال يعيش في 58 مخيما من مخيمات البؤس التي تنتشر في بلدان الشرق الأوسط. وتعتبر حالة اللجوء الفلسطيني هي الأطول زمنا والأكبر عددا في التاريخ البشري.
في كانون الأول 1949، أصدرت الجمعية العامة للام المتحدة قرارها الشهير والذي حمل الرقم 194 والذي ضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وبالتأكيد رفضت إسرائيل الانصياع لقرار الأمم المتحدة، وبدلا من ذلك سمحت لما يقارب 700,000 يهودي أوروبي بالهجرة إلى إسرائيل والعيش في البيوت والأراضي التي تمت سرقتها من المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين، والتي قيدت لصالح اليهود فقط. إن السياسة المنحازة لإسرائيل والمتعلقة بالهجرة لا زالت تواصل رفض الاعتراف بحق الفلسطينيين بالعودة والعيش في أرضهم. وفي ذات الوقت فإن إسرائيل تعترف وتضمن لليهود، ,في أي مكان في العالم، بأن لهم الحق بالهجرة إلى إسرائيل على أساس دينهم فقط، وذلك بغض النظر من أن ذويهم لم يعيشوا في فلسطين من قبل. وخلال حرب الأيام الستة عام 1967، قام الجيش الإسرائيلي بتهجير جماعي لما يقارب 300,000 فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة، والذين أصبحوا بدورهم لاجئين. ورغم كل ذلك فإن اللاجئين الفلسطينيين يواصلون النضال من أجل حقهم في العودة.
وهنا في بيت لحم، يوجد ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين: الدهيشة، عايدة، ومخيم العزة. اذهبوا لزيارتها!
القدس
من المرجح بأنك قد وصلت إلى بيت لحم عن طريق مدينة القدس، والتي تعتبر جزءا من الضفة الغربية. هذه المدينة التي يصعب على كثير من الفلسطينيين الوصول إليها، بمن فيهم الفلسطينيون الذين تراهم هنا في بيت لحم. وكما كان عليه الحال في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، يحمل الفلسطينيون الذين يعيشون في القدس هويات خاصة صادرة عن السلطات الإسرائيلية. إنهم لا يستطيعون زيارة الضفة الغربية، وإذا تزوج/ت فلسطينيا/ة لا يحمل هوية القدس، فإن الزوج/ة لا يستطيع العيش معهم في القدس. في حين أن أي يهودي إسرائيلي يستطيع إحضار قرينته\قرينها من أي مكان في العالم للعيش في القدس إلا إذا كان القرين\ة فلسطينيا. وعلى الرغم من أن الفلسطينيين يعيشون في القدس منذ مئات السنين، إلا أن إسرائيل تحاول الآن تصفية وجودهم عرقيا (تطهير عرقي) من خلال هدم البيوت، سرقة الأراضي، تحديد البناء ، الاضطهاد، والحد من لم شمل العائلات. والقدس الآن محاطة بالمستوطنات من جميع الجهات، إذ تسهدف إسرائيل السيطرة على المدينة بالكامل.
النظام العنصري في داخل إسرائيل
لقد كان الفلسطينيون الذين بقوا في دولة إسرائيل الوليدة، هدفا مباشرا للحكم العسكري حتى عام 1966. واليوم هناك ما يقارب مليون ونصف المليون من المواطنين الفلسطينيين يعيشون في إسرائيل، وهو ما يشكل حوالي 20% من إجمالي عدد السكان في إسرائيل. وهم في الغالب من المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية، حيث يتعرضون للتمييز القانوني، الاقتصادي، والاجتماعي، وبالتالي فليس لهم ذات الحقوق أو الفوائد التي يتمتع بها اليهود الإسرائيليون.
خمسة وتسعون بالمئة من الأراضي في إسرائيل هي للإيجار أو مخصصة لاستعمال اليهود فقط. ولهذا فإن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل ليس بمقدورهم توسيع تجمعاتهم، فقدرتهم على بناء المنازل تخضع لإجراءات وقيود مشددة للغاية.، فمثلا هناك 40,000 من منازلهم صدرت بحقها قرارات بالهدم من قبل السلطات الإسرائيلية. كما أن بعض اليهود في إسرائيل يشنون الهجمات العنيفة ضد المواطنين الفسطينيين وضد دور عبادتهم، وبعضهم يناهض منحهم حقوقهم الأساسية.
الاقتصاد
عبر احتلالها العسكري، بما في ذلك جدار الفصل العنصري والمستوطنات والطرق الالتفافية والمناطق العسكرية ونقاط التفتيش وإغلاق الطرق والتضييق، فإن إسرائيل تحكم الخناق على الاقتصاد الفلسطيني، الأمر الذي أدى إلى أيقاف عجلة التطور، وارتفاع نسبة البطالة وانتشار ظاهرة الفقر في المجتمع الفلسطيني. كما تسيطر إسرائيل على حركة جميع البضائع التي تدخل أو تخرج من وإلى الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك تحديد وجبي الضرائب المترتبة عليها.
هذا ويعاني الفلسطينيون جراء القيود الشديدة والشاملة للحيلولة دون تطوير صناعاتهم وأعمالهم. ففي عام 2011 بلغت نسبة الذين يعيشون في حالة فقر في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 58% من عدد السكان، نصفهم يفتقرون إلى الأمن الغذائي.
لقد استولت إسرائيل على جزء كبير من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية مما جعل الفلسطينيون يعتمدون على استيراد المنتجات الغذائية الزراعية التي كانوا في ما مضى يؤمنونها بصورة ذاتية. فمنذ عام 2000، قامت إسرائيل باقتلاع أكثر من مليون ونصف شجرة، منها 300000 شجرة زيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة مدمرة بذلك بيئة أهم منتوج زراعي في فلسطين، أي الزيتون.
ومن خلال احتلالها العسكري، فإن إسرائيل تسيطر اليوم أيضا على أكثر من 80 ٪ من قطاع السياحة في بيت لحم، الأمر الذي تسبب في حرمان الشركات الفلسطينية في المدينة من ملايين الدولارات سنويا. وكسائح أو وزائر، يمكنك أن تساعد الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية من خلال الإقامة في الفنادق الفلسطينية والتوجه إلى المطاعم والباعة والخدمات السياحية الفلسطينية.
المياه
تسيطر إسرائيل على 85% من مياه الضفة الغربية، وهي تستولي عليها من الآبار الجوفية. في حين يمنع الفلسطينيون من حفر أية آبار جديدة، أو تعميق الآبار القائمة التي لم تعد تصل إلى المسطح المائي. أما أحواض غزة الضحلة فقد جرى استهلاكها وتجفيفها من قبل المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، ثم جرى تلويثها أثناء تفكيك مستوطنات غزة عام 2005. مصيدة الآبار الإسرائيلية تمنع تلك الآبار من التجدد. كما أن البنى المائية التحتية في قطاع غزة جرى تدميرها من خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة.
قبل عام 1967، كانت مدينة بيت لحم تتزود بالمياه من خلال الاعتماد على آبارها، أما اليوم فإن إسرائيل قامت بالسيطرة على تلك الآبار، وبالتالي أصبحت مدينة بيت لحم مجبرة على شراء المياه التي كانت بالأصل تعود لها، من شركة مياه إسرائيل (ميكوروت). كما تقوم إسرائيل بقطع المياه عن المدن الفلسطينية بصورة دورية، وهذا يشمل بالطبع مدينة بيت لحم، وخاصة في فصل الصيف، وذلك لضمان استمرار تزويد المستعمرات الإسرائيلية بحاجتها من المياه دون أية قيود أو تقنين.
الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين
منذ عام 1948 وإسرائيل تستخدم جيشها، الذي يعتبر من بين أقوى أربعة جيوش في العالم، ضد الفلسطينيين. فمنذ ذلك التاريخ، وفي سياق حربها المستمرة ضد الفلسطينيين قامت إسرائيل بشن الحرب عليهم ثماني مرات: الهجوم على غزة في عام 1956، وحرب عام 1967 على الضفة وغزة، حربي عام 1978 و 1982 في لبنان، وفي عام 1985 في تونس، واجتياح الصفة الغربية في عام 2002 ، وحرب عام 2006 على لبنان، وفي عام 2008/2009 كانت الحرب الدموية الأخيرة على قطاع غزة . وقد ذهب ضحية لهذه الحروب عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من المدنيين .
في نهاية 2008 وبداية 2009، قامت إسرائيل بشن الحرب على قطاع غزة المحاصر ( عملية الرصاص المصبوب)، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 1400 مواطن، ثلثهم من الأطفال، بالإضافة إلى جرح ما يزيد على 5000 فلسطيني، إلى جانب تدمير المنازل، المدارس، المساجد، المكاتب والمستشفيات. هذا ولا تزال إسرائيل تقوم بقصف ومهاجمة قطاع غزة بصورة منتظمة، مما يؤدي لسقوط المزيد من الضحايا وتدمير المنازل والبنى التحتية.
في نيسان وأيار 2002 اجتاحت إسرائيل مدن الضفة الغربية بما في ذلك مدينة بيت لحم، كما قامت بمحاصرة كنيسة المهد، ووضعت سكان المدينة تحت حظر التجوال المشدد لمدة 40 يوما، وحولت مركز السلام إلى معسكر للجيش خلال عملياتها الحربية في المدينة، حيث لا زالت آثار الرصاص بادية على جدرانه.
المقاومة الفلسطينية
كغيرهم من الشعوب عبر التاريخ، قاوم الفلسطينيون الاستعمار والإحتلال بمختلف أشكال المقاومة. وكشعب تحت الاحتلال، فإن مقاومتهم هي حق طبيعي لهم كما ينص على ذلك القانون الدولي.
كانت البداية مع نهاية أعوام 1800، حيث شملت المقاومة الفلسطينية، المظاهرات، الفعاليات القانونية، الإضرابات، العصيان المدني، المقاومة المسلحة، المقاطعة، وبكلمة كل ما يعبر عن إصرار الناس على البقاء والتمسك بأرضهم.
في كانون أول1987، ثار جميع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي في ما بات يعرف بالانتفاضة لفلسطينية الأولى. ثم بدأت الانتفاضة الثانية في أيلول 2000 كرد على فشل محادثات السلام التي تبعت اتفاقيات أوسلو عام 1993. ومرة أخرى ردت إسرائيل بكل عنف.
لقد كان رد العصابات الصهيونية في البداية ومن ثم الرد العسكري الإسرائيلي بعد ذلك على هذه المقاومة هو الوحشية، العنف، الاضطهاد، القتل، السجن، والتعذيب.
في تموز 2005، انطلقت حملة المقاطعة والعقوبات وسحب الاستثمارات ضد إسرائيل مقتدية بالجهود الدولية التي أطاحت بالنظام العنصري في جنوب إفريقيا في النهاية. [ لمزيد من المعلومات أنظر www.bdsmovement.net) و www.pacbi.org ] .
تقدم الشعوب من مختلف أنحاء العالم الدعم للشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله العادل للعيش بحرية وكرامة وبكامل حقوقه الإنسانية والمدنية في داخل فلسطين التاريخية. وهنالك مئات النشطاء الأمميين الذين يتطوعون للعمل في فلسطين، وهنالك أيضا الآلاف منهم من يعمل لوقف دعم حكوماتهم للإحتلال الإسرائيلي. لذا، ندعوك للانضمام إليهم!
قائمة جزئية عن المصادر
- عدالة - المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في اسرائيل، (www.adalah.org)
- مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (www.addameer.org)
- الحق – مؤسسة فلسطينية للدفاع عن حقوق الإنسان (www.alhaq.org)
- مركز المعلومات البديلة، (www.alternativenews.org)
- مركز السياحة البديلة، (www.atg.ps)
- بديل- المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، (www.badil.org)
- بتسيلم- مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، (www.btselem.org/settlements)
- الانتفاضة الإلكترونية، (www.electronicintifada.net)
- لو كان الأمريكيون يعلمون، (ifamericansknew.org/history/ref-nakba.html)
- الحركة التضامنية العالمية، (palsolidarity.org )
- آيكاد - الحركة الإسرائيلية ضد هدم البيوت، (www.icahd.org )
- متزوجة من رجل آخر – غادة الكرمي
- فلسطين تتذكر، (www.palestineremembered.com)
- الشراكة في أرض كنعان، مازن قمصية
- أوقفو الجدار، (www.stopthewall.org)
- التطهير العرقي في فلسطين – إيلان بابيه
- الوجه الآخر لإسرائيل- سوزان ناثان
- الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، (www.pacbi.org )
- من المستفيد، (www.whoprofits.org )
- ذاكرات ، (www.zochrot.org/en)
الإهداء
هذا الدليل السياحي هو إهداء إلى الفلسطينيين في كل مكان، وهو مقدم من مبادرة التوأمة ساكرامنتو - بيت لحم، مدينة ساكرامنتو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. شكر خاص إلى بلدية بيت لحم، مركز السلام، وإلى الكثيرين الذين تطوعوا من أجل إنجاح هذا المشروع. كل ما هو وارد في محتوى هذا الكتيب هو من مسؤولية المؤلفين وحدهم.